في ختام موسمه الثقافي لعام 2015 عقد رواق عوشة بنت حسين الثقافي والإجتماعي ندوة بعنوان “المثقف العربي ….بين الأقصاء والحضور” استضاف فيها الكاتبة الصحفية والأديبة والشاعرة الأستاذة زينب حفني. وأدار الندوة الدكتورة موزة عبيد غباش رئيسة الرواق وبحضور غفير من المثقفين من إمارات الدولة الى جانب الأعلامين، وذلك مساء يوم السبت 26.12.2015 في مقر الرواق في دبي.
في بداية الندوة تحدثت الدكتورة موزة غباس والتي شكرت الحضور على أهتمامه بندوات ونشاطات الرواق الثقافية وكذلك المجالات الأخرى التي يقدمها من عمل خيري وتدريس و تعليم، وقالت إن هذه الندوة تقام بعد أن إطلعت على مقال للأستاذة زينب في صحيفة الأتحاد عن المثقف العربي تسألت في نهايتة إن كنا سنقرأ الفاتحة على المثقفين العرب؟ فوجدت الدكتورة موزة لمناقشة هذا الموضوع مع المثقفين في الدولة الى جانب مناقشة الهم الثقافي والمثقفين في الوطن العربي عموما، والذي يرتبط بشكل وثيق بالحالة التي تمر بها الأمة منذ بدأ ما يسمى الربيع العربي والتداعيات التي أتت بعدها وعصفت بالبلدان العربية في كل مجالات ونواحي الحياة نتيجة للحروب والأرهاب والفساد الأداري والمالي والأقصاء والتهميش.
بعد هذه المقدمة تطرقت الأستاذة زينب الى وضع المثقف العربي حاليا والذي ترك الساحة لدعاة الدين سواء من رجالاته أو من السياسين ومافيات الأرهاب التي تمارس القتل والدمار للفكر والحضارة والأثار والتراث والأغتصاب والأقصاء. في جين كان للمثقف العربي سابقا دورا رياديا في التنوير والتوجيه والتوحيد للمجتمع في وطنه وأمته وقدمت لذلك طه حسين رحمه الله والذي تربى على قيم والدته التي لاتحسن القراءة والكتابة لكنها كانت قمة في القيم والأخلاق والتسامح ومحبة الخير للأخرين.
أما ما نراه اليوم فهوم أحتلال بعض المثقفين من راكبي موجة الأنحلال والأنحطاط السياسي والثقافي والإجتماعي وأصبحوا جزءا منها. أما حالة المثقف النزيه فهي إما التقوقع خوفا من عواقب الكتابة الجريئة أو توقع أن يصيبهم ما يصيب أبناء الشعب من أضطهاد وقهر وتهميش وقتل .
وطالبت في ختام طروحاتها أن تلعب الأم دورا مهما في تربية الأبناء وأجيال المستقبل الى جانب إصلاح النظام التعليمي كي يعتدل الميزان خاصة وأن نار الفتنه وصلت الى عقر أنظمة ودول لم تعر هذا الموضوع أهتماما كبيرا ولم تحتاط لنار الفتنة.
بعدها فتح النقاش الذي كان شيقا وغنيا مع مداخلات للعديد من المشاركين استوجبت من مديرة الجلسة أخذ فاصلة شعرية قدمتها الشاعرة المتألقة ساجدة الموسوي بقصيدة عن الأم هدهدت من حدة النقاش. من ثم واصل الحضور نقاشهم الجميل الذي أضاف أجواء ديمقراطية وحضارية راقية.
وقبل تناول العشاء أعلنت الدكتورة موزة أن رواق عوشة بنت حسين الثقافي في موسمه الجديد في العام 2016 سيقوم بالعديد من النشاطات الثقافية والأجتماعية من بينها أستضافة كوكبة من المبدعات والمبتكرات الإماراتيات وذلك في السبت الثالث من شهر يناير (كانون الثاني) وتقديم جائزة الأم والأب المثاليين ومتحدي الأعاقة المبدعين في السبت الثالث من شهر مارس (أذار) الى جانب نية الرواق تنظيم مؤتمر لمناقشة أزمة الثقافة والمثقفين في الوطن العربي. من ثم قدمت للأستاذة زينب شهادة ودرع الرواق و ودعت الحضور لتناول العشاء.