نظم رواق عوشة بنت حسين الثقافي مساء أول من أمس أمسية ثقافية في قاعة غانم غباش بمقر الرواق تحت عنوان (عام زايد انطلاقة فكرية ومعرفية تدعم النهوض الحضاري) بدأها الشاعر الدكتور عارف الشيخ بقصيدة (في مئوية الشيخ زايد الغائب الحاضر).

وتحدثت الدكتورة موزة عبيد غباش عن تجربة الشيخ زايد في بناء الدولة الحديثة وتحقيق رؤيته في توحيد الإمارات، وأشارت إلى حكمته ورؤيته إزاء الأحداث التي واجهت الدولة، ومما ورد فيها: «إن دولة الإمارات بما تشهده من منجزات حضارية تستند إلى جذورها العميقة من الحضارات العربية التي فقدت عند العباسيين والأمويين وحضارة الأندلس وما زلنا نبكي عليها، والشيخ زايد استند إلى تلك الجذور وعززها ببناء لا تهزه الريح.

إن أصحاب السمو قادة الإمارات كلهم يؤكدون أن ثقافة زايد وفقه زايد وحكمة زايد ستستمر، ونحن نقول لا منهج إلا منهج زايد. لقد نشأت نظريات ونشأت دول كلها عانت المشكلات وبعضها سقط ولم تتحمل حركة التغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي للبشر على سطح الكرة الأرضية، ونموذج الإمارات يستمر في وحدة قائمة على منهج زايد، فمنذ خمسين عاماً لم نشهد ضعفاً بل قوةً ولا قلقاً بل استقراراً كل ذلك بحكمة زايد وقدراته وعزمه ورؤيته وبعد نظره».

كما تحدثت الدكتورة مثال صبري عن فلسفة الأخلاق، واستعرضت التجربة الإنسانية في إعلاء قيم الخير والفضيلة، وأن الحضارة هي عبارة عن تراكم معرفي وارتقاء أخلاقي، وقدمت عرضاً تأريخياً عن الفلسفة الأخلاقية والمدارس الفلسفية، وإن الأخلاق هي المرتكز لكل بناء حضاري.

وقد توصل الشيخ زايد، رحمه الله، إلى هذه الحقيقة بحكمته ونقاء سريرته فجعلها من أولوياته وهو يضع الإمارات على طريق البناء الحضاري فكان له ما أراد وتمنى. وقرأت الشاعرة ساجدة الموسوي قصيدتها مهداةً للشيخ زايد وعنوانها (قمر العارفين).

ثم شارك بعض الحاضرين من المثقفين في مداخلات أثرت الأمسية وأعطتها تفاعلاً حميماً، وكانت مداخلة الشاعر يونس ناصر عبود من تلك المداخلات، حيث جاء فيها: «وعلى مستوى الدولة والمؤسسات فإن الشيخ زايد رحمه الله لم يرث بلداً قائماً بالتوصيف الدولي المعروف حيث لم تكن هناك حكومة أو وزارات أو مؤسسات أو جامعات ومدارس ولا... ولا.. فقد بدأ طيب الله ثراه من اللاشيء وبنى كل شيء من أجل أن يعيش شعبه بما يليق به بين شعوب العالم». وقرأت شمسة النقبي قصيدة بعنوان (بابا زايد) وشارك الشاعر حميد الدرعي بقصيدة (عام زايد).