حضر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، اليوم، بفندق ويستن دبي، حفل إطلاق كتاب موسوعة المرأة الإماراتية، أول موسوعة عن تاريخ نساء الإمارات، من تأليف الدكتورة رفيعة غباش والدكتورة مريم سلطان لوتاه.

كما حضر الحفل سعيد النابودة، المدير التنفيذي بهيئة دبي للثقافة لقطاع الثقافة والفنون، وخلف أحمد الحبتور رئيس مجموعة الحبتور، ومحمد علي زايد، نائب محافظ المصرف المركزي، والأميرة هند بنت عبد الرحمن آل سعود. وعدد من عضوات المجلس الوطني الاتحادي ومسؤولات ومسؤولي الدوائر المحلية وعدد من الوزارات إلى جانب مجموعة من الفنانين والشخصيات الثقافية والمسؤولات بمتحف المرأة الصادر عنه الكتاب.

جهد

وأشاد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بفكرة الموسوعة والجهد المبذول في إعداد مادتها وتوثيقها وإصدارها، وهي توثق لتاريخ عدد من الشخصيات النسائية اللاتي لعبن دوراً مهماً في كثير من المجالات، آخذين زمام المبادرة، مشيراً إلى دخول المرأة جميع الميادين وإلى حرص القيادة الرشيدة على تمكين المرأة في كل الميادين.

عمل توثيقي

والكتاب -كما تقول المؤلفتان- عمل توثيقي وطني يرصد مسيرة 538 امرأة، وأتى على ذكر 990 امرأة شاركن بعطائهن عبر أجيال متعاقبة من نساء الإمارات الخيرات والفاعلات اللاتي مكن أنفسهن وصنعن مستقبلاً أجمل لعصرهن الحديث. ورصدت الموسوعة دور المرأة في السياسة والاقتصاد والأدب شعراً ورواية وفي الجمعيات النسائية والفن والتشكيل والرياضة والتمثيل والإعلام والمجال الأكاديمي والمشاركة الاجتماعية الفاعلة ومشاركة المرأة في سوق العمل.

إنجازات

وتحدث خلف الحبتور مشيداً بدور المرأة في مساندة الرجل في الأسرة والعمل، وهي وراء نجاح الرجل في مسيرته المهنية، مشيراً إلى أن المرأة حققت الكثير من الإنجازات بفضل تمكين القيادة الرشيدة لها.

1900

وقالت الدكتورة رفيعة غباش في حديثها لـ«البيان»، إن هذه الموسوعة هي وسيلة لتوثيق إنجاز المرأة وتأكيد لحضورها في العمل السياسي والاقتصادي والتربوي، حيث تستعرض تاريخ المرأة الإماراتية منذ عام 1900، وما حدث بعدها من تطورات بقيام الاتحاد والتعليم.

وأكدت الدكتورة رفيعة غباش أن ما كانت تقوم به المرأة الإماراتية لا يتوقف بل يتطور مع مستجدات ما يحدث في المنطقة، موضحة أنه استغرق العمل على الموسوعة ما يقارب العشر سنوات، حيث ذكرت 990 شخصية أدرجت في النص، و536 شخصية ذكرت تفصيلاً.

وأشارت إلى أن لكل إنسان ملهماً يسكن في دواخله، وقد كانت والدتها عوشة بنت حسين هي ملهمتها، حيث كانت ترافقها في كل عمل تنجزه، وهي التي عززت في داخلها مكانتها كرفيعة. وجاءت على ذكر الوصايا التي كانت ترسلها لها أثناء دراستها بالخارج بالالتزام بالدين والحض على الفرائض وبأن تكون نموذجاً رائداً، وأن تشكر كل من له فضل، ولفتت رفيعة غباش إلى أن كل هذه المعاني قادرة على خلق إنسان قادر على العطاء.

ووجهت كلمة لهذا الجيل الذكي المسلح بالتقنيات التكنولوجية الحديثة بالمحافظة على الجذور والقيم، ومعرفة تاريخ الأمهات والجدات والمحافظة على اللغة العربية، لأن صون ورعاية لغة الوطن صون ورعاية للوطن نفسه.

ومن جهتها، قالت الدكتورة مريم لوتاه عن الموسوعة: عمل وطني توثيقي يوثق لسيرة ما يقارب الـ540 امرأة. كما يأتي على ذكر 990 امرأة أخرى، حيث استغرق هذا العمل جهداً متواصلاً امتد لعشر سنوات وهو يغطي مرحلة زمنية هي قرابة القرن والعقدين من الزمن، وحاولنا في هذا العمل أن نحفظ عطاء مجتمعنا وتاريخه عبر رصد لتاريخ عطاء المرأة.. هذا التاريخ الشفهي الذي يكاد أن يتلاشى أو يختفي أو يغيب في ظل غمرة التحولات التي يشهدها مجتمع دولة الإمارات، وفي ظل رحيل الرواة، رحمهم الله.

وتابعت: اشتركت مع الدكتورة رفيعة غباش في هذا العمل وبذلنا قصارى جهدنا لجمع المادة الأولية من الرواة ومن بعض المراجع رغم قلتها، وركزنا على التحقق من صدق المعلومة من أكثر من راوٍ، لنتأكد من صدق الرواية، إضافة إلى الجهد الذي تطلبته عمليات التوثيق والصياغة اللغوية والإخراج. ولكن كل ما قمنا به وواجهناه من صعوبات أفرحنا بعد أن أثمر اليوم إنجازنا لهذا العمل المتميز.

فخر

وفي السياق أيضاً، اعتبرت الدكتورة شهربان عبدالله، استشارية قلب أطفال في مستشفى لطيفة، أن وجود اسمها ضمن الموسوعة أسعدها جداً، وفخر كبير لها أن تكون من الأوائل، لا سيما وأن الموسوعة تطرقت إلى ما يقارب 1000 شخصية نسائية من الأوائل منذ ما قبل فترة التسعينيات من القرن الفائت وحتى وقتنا الحالي.