مفهوم الوقف
وبينت موزة غباش قيمة دور الوقف في بناء الحضارة الإسلامية والمعالم الثقافية التي كانت مراكز للعلم والتعليم والثقافة مثل جامعة الأزهر وجامع الزيتونة ومكتبة بغداد، موضحة أن مفهوم الوقف تغير عندنا وأصبح يركن إلى التفسير الشرعي وحده فيما استفاد الغرب من مفهوم الوقف واستخدموه في المجالات العلمية والبحثية والثقافية وبناء الجامعات الوقفية مما ساهم في بناء الحضارة الغربية، وذكرت أن جامعة هارفرد على سبيل المثال التي تأسست عام 1870 تمتلك اليوم أكبر حجم أوقاف عالمياً حيث بلغ 36.5 مليار دولار، وأغلب الجامعات البريطانية هي وقف من المتبرعين، وفي كندا وضعت المليارات وقفاً للتعليم.
وقالت: إن المفهوم الشرعي التقليدي للوقف غير كافٍ، فالإمارات التي نهضت بفكرها الجديد ووضعت قانوناً للفضاء وأطلقت القمر الصناعي خليفة سات ومسبار الأمل إلى المريخ وبنت حضارة تسابق الريح، هل وضعت ضمن خطتها «الوقف والمستقبل»؟
إحياء الوقف
وقد طرحت د. موزة في آخر المحاضرة رؤيتها لاستثمار الوقف الثقافي وفق ما طرحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عند إصداره القانون رقم 14 لعام 2017 بشأن تنظيم الوقف والهبات في إمارة دبي والذي يعمل على بناء بيئة تشريعية محفزة لإعادة إحياء الوقف كأداة تنموية في المجتمع وإنشائه «مركز محمد بن راشد لاستشارات الوقف والهبة».
اقتراحات
اقترحت د.موزة غباش خلال المحاضرة، إنشاء مؤسسات وقفية من أموال الشركات المستثمرة في الدولة من القطاع الخاص ومن رجال الأعمال لتمويل الاحتياجات الثقافية والتربوية والاجتماعية والمجالات المتنوعة، مثل: إنشاء الجامعات الوقفية لدعم الطلاب، إنشاء مراكز للأبحاث العلمية تعمل على تخريج العلماء، تخصيص مال من أموال الوقف للنساء المعنفات والأطفال المعنفين والأرامل والمطلقات، وكذلك تخصيص مال من أموال الوقف للعاطلين عن العمل لحين حصولهم على العمل كي لا يتحولوا إلى منحرفين أو إرهابيين.