حتفالاً بعام زايد، طيب الله ثراه، يواصل رواق عوشة بنت حسين الثقافي، في مقره بالطوار (2) بدبي، أنشطته المتنوعة، ومنها الأمسية الثقافية الشعرية (في عشق زايد يتوهج الشعر والكلام)، التي أقيمت أول أمس، في قاعة غانم غباش، وشارك فيها كل من د. موسى العمور والأديب يونس صابر عبود والشاعر عبد الله الهدية، بحضور العديد من الشخصيات الثقافية والإعلامية والمهتمة.
بدأت د. موزة غباش الأمسية مؤكدة أن المغفور له، بإذن الله تعالى، الوالد المؤسس زايد الخير أسس فكرة «الوطن الدولة»، وليست الدولة القبيلة، المشاع، بل الدولة بكل معايير النمو الحضاري في العالم، ومنها الأمن والأمان ومكافحة الفساد وحقوق الإنسان والتضافر من أجل المحبة والسلام، وأسس مشروعاً وطنياً يحتذى به؛ لأنه تجربة قامت على الصدق والوفاء مع الوطن.
وتحدث د. موسى العمور عن «زايد والقيادة»، مبتدئاً من إمارة أبوظبي وبيئتها وتحولاتها الاقتصادية، وكيف بدأت تتبلور رؤية الشيخ زايد من أجل الوحدة لأنها القوة، ومع المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم عملاً من أجل الاتحاد، الذي أنجز الاستقرار الاجتماعي في مفاصل الحياة كافة، مستمداً رسالته وقيادته من المجالس المفتوحة، وكيف واجه التحديات المختلفة وأولها الصحراء التي حولها إلى خضراء، قائلاً: إن التحدي إعادة الاستقرار، وتابع: أما أهم ما يميز الشيخ زايد، أنه قائد له رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية، وهو قائد وإداري في الوقت ذاته، ويتمتع بـ«الكفاءة المؤثرة» بقسميها، الأول قيادة التغيير، والثاني قيادة الثقة، التي تجتمع فيها الرؤية والرسالة والمسؤولية، وكل ذلك جعله قائداً تاريخياً.
وعن «زايد والثقافة» رأى الأديب يونس ناصر عبود أن عقلية الشيخ زايد مركّبة، وظهرت بشكل استثنائي، فهو عندما يتكلم عن العلم نجد الثقافة عن القيم والأصول والمرأة والدين والحياة، وأضاف: إنه قائد وشاعر مزج بين التراث والعلم والحداثة والتعلم، وأفكاره تشكّل لوحة متكاملة، تبرز منها مسؤولية بناء الاتحاد بشكل ثقافي وفي كافة المجالات، مع الحفاظ على الهوية والقيم والإنسانية، وهذا هو وعيه منهجاً وسلوكاً وتفاعلاً مع العقول، يناقش ما يسمع ويقرأ ويربط الأسباب بالنتائج، ويؤمن بدور الشعر في الحياة، ولذلك اهتم ببناء العقول؛ لأنها الثروة التي لا تنضب وتخدم الحضارة والتقدم، إنه الاستثمار في الإنسان المبني بناء ثقافياً حقيقياً، وختم ورقته بقصيدة عن زايد والإمارات.
وقال الشاعر عبد الله الهدية لـ«الاتحاد»: زايد الأب الحكيم الرجل القائد خريج الحياة، ماذا أراد، ولمن أراد، وكيف استطاع تحقيق رؤاه؟ أسئلة معروفة في عالم التخطيط، وهي المحور الأساسي لمعالجة أي قضية، زايد أراد أن تكون حياة نماء ورخاء وازدهار على هذه الأرض.
تخلل الأمسية تكريم د. فارس البياتي من رابطة الباحث العلمي العربي لكل من رئيسة الرواق د. موزة غباش، والمستشارة الثقافية للرواق الشاعرة ساجدة الموسوي، ثم اختتم الهدية الأمسية بقصائد عن زايد والوطن والحب، منها (موكب دبي)، و(مئوية الولاء