جميل أن يكون لهذا العام اسم، والأجمل أن يحمل اسم زايد الخير كي يعم الخير على بلادنا وأهلنا، ويكون مجرد اقتران العام بصاحب الخير يعطينا طاقة إيجابية، تملأ النفس بالقوة والأمل والطموح.
فكرة تسمية العام باسم الشيخ زايد ذكية، وذكية مرة أخرى لأهمية وروعة الاسم.
كل يوم من هذا العام سنستحضر روح زايد العظيمة ونستلهم منها تلك القيم الوطنية والقومية والإنسانية، لنواصل سعينا في ديمومة البناء والتطور وابتكار الطرق التي تضعنا في المرتبة الأولى بين دول العالم.
إن لكل دولة رمزها الروحي والوطني، الذي تتباهى به على مر السنين والعصور، فالمهاتما غاندي هو الرمز الروحي والوطني للهند وصن يات صن رمز للصين وهكذا، نحن وجدنا رمزنا الروحي والوطني في أبينا زايد الخير، فنحن الجيل الذي تربى على يده ونشأنا على محبته، فهو باني الإمارات وموحدها ورمز نهضتها. ودائماً كنا نقول: (بابا زايد) ونسمي أنفسنا (عيال زايد) أي أبناؤه وأفراد أسرته.
أما الجيل الذي أتى بعدنا ولم يعاصر «زايد الخير»، فهم يعيشون منجزاته ويدركون ما قام به من جهد نبيل لأجل إسعادهم، وسوف تتحسر الأجيال التي لم تره وتحسدنا لأننا رأيناه وعشنا زمنه. ومع ذلك سيتبعون خطاه ويعيشون على ضوء أمجاده وإن لمحوا صورة له قالوا: (هذا بابا زايد).
وفي عام زايد تبتهج القلوب بذكراه وتسعد، ولعلَّ المرأة الإماراتية التي منحها كل الدعم والرعاية والاهتمام، ستستذكر ذلك وسوف تبرهن من جديد على أنها أهل للثقة التي أولاها لها وراهن عليها وقد صدق.
كما لا ننسى في هذا العام، عام زايد الخير أن نستذكر عطاء سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، التي وقفت إلى جانبه وكرّست حياتها لمسيرة العطاء ومنحت المرأة الإماراتية الإسناد والدعم والقوة لتشق طريقها بشجاعة وثقة بالنفس حتى أصبحت تجربتها من التجارب الرائدة في العالم، فشكراً يا عام 2018 لأنك حملت أغلى وأجمل الأسماء.
ولأن ذكر زايد سيكون على كل لسان، سأذكر لكم هذه الحكاية التي رواها من عاصروه، يقال إن قرية من قرى العين في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي عانت من شح الماء وشكت له، ففكر ملياً بحفر بئرٍ لها واستطلع المنطقة، فخمن أن تحت تلك الربوة بئراً يكفي حاجة القرية من الماء، فقال لأصحابه: نادوا على المهندسين الذين جاؤوا لحفر آبار النفط (وكانت شركات النفط في ذلك الحين قد وصلت تواً لاستكشاف النفط وحفر الآبار). جاء كبير المهندسين ووقف أمام الشيخ زايد الذي قال له: أريد أن تجلب الحفارة لحفر بئر هنا.
قال كبير المهندسين: هذه الحفارة للنفط وليست للآبار.
قال زايد: الماء عندي الآن أهم من النفط.
قال كبير المهندسين: ولكن يا سمو الشيخ المعدات ثقيلة كيف أجلبها؟
قال زايد: خذ ما تشاء من الجِمال واحمل عليها المعدات واحفر.
وما إن جاءت الآلات وتم الحفر حتى ظهر الماء غزيراً، فسقى الناس والزرع والدواب.
ولعل ما حيّر الراوي لهذه القصة هو كيف حدد سموه مكان البئر وكيف ظهر الماء في هذا المكان غزيراً ؟
كان حدسه بوصلة لا تخطئ وكانت تقديراته للأمور مبنية على حكمة ودراية وخبرة.
فهنيئاً لنا عام زايد الخير، عام سيتجلى بالمزيد من العطاء والإبداع والتقدم، فالركيزة الوطنية والأخلاقية في بناء دولة الإمارات والتي وضعها أبونا زايد كانت ولا تزال منهجاً لأبنائه وإخوته قادة الإمارات، ولكل أبناء الإمارات البررة.
وعام زايد سيكون عام الإنجازات المتميزة على كل صعيد وسيتبارى الجميع لتقديم ما هو أرفع وأرقى وأنفع، فلا يليق باسمه العزيز إلا ما هو مميز ورفيع المستوى.
رحم الله أبانا الشيخ زايد كلما هبت نسمة عليلة، وكلما هفهف السعف في النخيل، وكلما حلّق صقر في السماء، وكلما عانق الورد الندى.