رواق عوشة بنت حسين الثقافي والإجتماعي يبدأ برنامجه الثقافي الخاص بمحاضرة تحت عنوان لا للتطرف للدكتورة موزة عبيد غباش
بدأ رواق عوشة بنت حسين الثقافي والإجتماعي برنامجه الثقافي الخاص بمحاضرات لا للتطرف القتها الدكتورة موزة عبيد غباش رئيسة الرواق. وأول هذه المحاضرات كانت بالتعاون والتنسيق مع نادي ضباط شرطة مدينة العين بحضور جماهيري كبير وبحضور أعلامي وذلك في الساعة التاسعة صباح يوم الثلاثاء 16 فبراير (شباط) 2016 .
بدأت الدكتورة محاضرتها بالتحية والشكر لأسرة النادي والحضور من ثم أنتقلت الى المحاضرة التي أستندت في الكثير من مفرداتها على القمة الحكومية التي أقيمت مؤخرا وربطت بين مناقشاتها ومخرجاتها وموضوع المحاضرة. فأشارت الى أن القمة من بين مناقشاتها ونتائجها تحويل الأفكار الى مؤسسات فبعد أن كانت أهداف الحكومة تحقيق السعادة لشعب الإمارات والمقيمين على أرضها وفق المعايير الدولية تحولت هذه الأفكار الى مؤسسات فتم تعين وزيرة للسعادة ونفس الشئ حدث لفكرة التسامح تم تحويل الفكرة الى وزارة وكذلك بالنسبة للشباب حيث تم تحويل الفكرة في الأستفادة من طاقات وأفكار وأبتكارات الشباب من خلال وزارة للشباب. وبذلك تتم حماية الوطن من الفكر المتطرف .
بعدها تسألت الدكتورة موزة عن كيفية استطاعة الأنسان أن يمارس أشكال التطرف كما حصل لكثير من الشباب سواء من وطننا العربي أو من أوربا وباقي دول العالم؟
فأجابت، أن تجنيد هؤلاء الشباب سواء من قبل القاعدة أو داعش يستند أحيانا الى أستغلال قوة الشباب في العنف فعندما يقتل الشاب شخصا سيصبح متعودا ويمارس القتل سواء بدوافع القوة أو بدافع مالية. وبالنتيجة تتحقق أهداف تفتيت القيم والعادات والتقاليد وتعاليم الدين المتسامح. لذلك علينا التركيز على الأستثمار في الشباب من خلال القيم والعادات وليس بالأموال وحدها، وعندها نحقق اللحمة الأجتماعية التي تحمي الوطن.
وتسألت الدكتورة موزة عن من المسؤول في ذلك هل هي الحكومة أم الأجهزة الأمنية أم المدرسة أم المجتمع أم الأسرة؟ فقالت ليس هناك مسؤول واحد من كل هؤلاء بل الجميع مسؤولون وبالدرجة الأولى الأب والأم لأن الطفل يتربى ويرضع منهما الحنان والمحبة وثقافة المجتمع. ولكن في مجتمع الإمارات أرى أن الأبوين قد تخلوا عن هذه المسؤولية حيث أصبح كل منهما يهتم أكثر بأهتماماته الشحصية الأب بالزواج والأم بالتسوق وكأنهم غير معنيين بالأبناء في حين أن قيادتنا الرشيدة لم تبخل في توفير بيئة حماية لأبناء الوطن من الحركات المتطرفة والأرهاب وبناء دولة قوية في كل مرافق الحياة، لذلك لايمكن أن نحمل المؤسسات المسؤولية بل أؤكد أن الأبوين هم أول المسؤلون.
بعدها أجابت عن تساؤل طرحته عن معنى التطرف؟ وقالت أفكر في معادلة أجتماعية كما هي معادلات الرياضيات حيث اضع الحرمان في كفة الذي يولد التطرف في كفة ثانية واللذان ينتجان الأرهاب. ولو أردنا تعريف الأرهاب هو أخافة الأنسان بكل الوسائل الممكنة مثل القوة أو التعذيب أو الأغتصاب ومن ثم السيطرة على الأنسان . ولكن من اين أتى الحرمان؟ يأتي من نقصان أو الخلل في توفير حاجات الأنسان الضرورية من مأكل وحنان ومشرب وتكاثر وتعليم وصحة عند ذلك يتولد الحرمان الذي يؤدي الى التطرف عند الشباب الذي ينعكس على سلوكهم بتجاوز القانون سواء بالسياقة الجنونية أو تعاطي المخدرات لأنهم يحاولون أن يبعثوا رسالة للمجتمع من أنني موجود. ويحدث بنفس الطريقة والأسباب الأنخراط مع الجماعات التي تدعي الدعوة الى الله في بقاع العالم لكنها في النهاية تجند الشباب لأغراض وأجندة أرهابية.
بعد ذلك عرجت الدكتورة موزة على خطاب المواطن العربي فقالت نحن في الإمارات الدولة والشعب والمقيمين لديهم خطاب واحد يتمثل بحب القيادة الرشيدة أما في باقي بلدان الوطن العربي فالخطاب الرسمي شكل والشعب خطابه شكل أخر وأحيانا في بعض البلدان يكون الخطاب الشعبي على شكل السب. وفي وطننا أصبح البيت متوحد من خلال صلة القرابة والأصالة في الدم وهي الأسلحة التي بها نواجه التطرف ونبني التسامح. أما عن المستقبل فأنه لن يكون تقليديا لأن دخول التكنولوجيا ولعب الأنسان الألي دورا في الحياة أكبر من السابق يستوجب منا التفكير بكيفية التوازن بين الفكر التكنولوجي والتفكير الأنساني ، حيث تنامى عند الشباب الأهتمام بالتكنولوجيا والعلم وهذا الشئ الذي يبعدهم عن الفكر التقليدي. كما أن ذلك له أرتباط بالمدارس السحابية التي تعني استخدام المعرفة كل ثانية وبصور متلاحقة والتي ستؤدي الى أن تكون مدارس المستقبل تصنع من قبل الطلبة وليس الأكاديمين فقط لأن الطالب هو الذي سيختار التخصص ومنهاجه الدراسي. وهذه بعض الأفكار التي طرحت من قبل مستشارين غربيين في القمة الحكومية الأخيرة فعلينا أن نتهئ لهذه الأفكار وأن نستثمر كل ذلك في حماية الوطن والشعب من التطرف. حيث ان الأفكار التي لا نحتاج اليها تؤدي الى التطرف أما التي نحتاج اليها ستؤدي حتما الى الأعتدال.
ثم طرحت سؤال على الجمهور إن كان التطرف مسالة نفسية فقط؟ أجاب أحد الحضور بأنه كل شئ هناك جزئية نفسية وأخرى أجتماعية وأخرى سياسية. وأيدت الدكتورة موزة هذا الطرح وأعطت لهذا الموضوع نموذج كيف أن قوى الظلام باتت تركز على الأسلحة غير التقليدية في محاربة وأحتلال الدول وتفتيتها. كان تقسيم أتفاقية سايكس بيكو للوطن العربي قديما بالأسلوب التقليدي اليوم هناك سايكس بيكو 2 يسعى لتقسيم الدول الى كانتونات أثنية وعرقية وطائفية.محاولين بذلك قتل حلمنا في بناء الوطن العربي كوننا أمة واحدة ولهذا بالرغم من السعادة التي نمتلكها في الإمارات نحزن عند موت طفل سوري. إن لا للتطرف هي فكرة لا تتجزأ وشمولية يمتلكها الأنسان. ولهذا أطالبكم بالقراءة فيما يزيد المعرفة وان تعوا خطورة الكلمة التي هي سلاح ذو حدين في التربية ممكن أن ترقى بالشخص و ممكن أن تسبب له الأحباط.
بعد هذه المحاضرة جرت حوارات شارك فيها الدكتور عادل اليزيدي والذي طلب من الدكتور التحدث عن دور الهوية الوطنية في التصدي للتطرف. فأجابته بأختصار أن الدول الكبرى تحافظ على هويتها في كل شئ وأبسطها كتابة صنع في مثلا الصين أو اليابان أو فرنسا وهكذا فحري بالدول الصغرى ان تحافظ على هويتها من نفس المنطلق لحماية جدران الوطن من التطرف. أما الدكتورة أبتهال أبو رزق فطالبت بفتح الحوار بهذا الموضوع مع طلبة الجامعات لأنهم بحاجة الى هذه المحاضرة الراقية والصريحة.
تحت شعار #الإمارات_العشق_لوطن
#سلسلة_محاضرات #لا_للتطرف
#رواق_عوشة_بنت_حسين
دكتورة #موزة_غباش
#نحو_بناء_عقول_مبدعة